الجزء الاول
الجزء الاول:
صناعة عميل
في صباح يوم بارد ممطر من ايام شتوية يناير 68 داخل مبني عتيق في حدائق القبة بة بجوار القصر
الجمهوري تماما وفي قاعة خافتة الاضاءة تحملق ثلاثة رجال يرتدون ملابس مدنية غارقين في سحب
من دخان السجائر من نوع شعبي منتشر وتناثرت حولهم اقداح قهوة فارغة ولفافة طعام لم تمس
غارقين بين ملفات خضراء يتصفحونها بدقة واهتمام
المكان هو ادارة متابعة الجالية اليهودية في مصر والرجال الثلاثة ماهم الا الضابطين المسؤلين عن
هذه الادارة واحد قادة الجهاز
الهدف:انتخاب شخص من الجالية اليهودية في سن المراهقة وعلي اعتاب الشباب(من 17 الي 19
سنة) كي يكون عينا لمصر في عمق الجيش الاسرائيلي
قبل اسبوع واحد فقط من هذا الموقف كان ضابط العمليات المعروف داخل جنبات الجهاز باسم صقر
يتقدم بتؤدة نحو غرفة رئيسه المباشر مقدما اقتراحا جنونيا من اربعة صفحات فحسب يقتضي ضرورة
زرع عميل مصري في قلب الجيش الاسرائيلي بدأ من اصغر رتبة ممكنه وان يكون هذا العميل يهودي
صميم يمتلك هوية يهودية وتاريخا يهوديا مسبقا
كان ضربا من الجنون ان يتقدم ضابط مخضرم بمثل هذا الاقتراح بعد الاجتياح الاسرائيلي لكامل
مساحة شبه جزيرة سيناء قبل سبعة اشهر فحسب وبعد ان اصبحت الجالية اليهودية في مصر محط
انظار الجميع مصريين وجهات دولية بعدما اصبحو منبوذين داخل مصر وفر نصفهم الي اسرائيل عبر
الصليب الاحمر بدعوي الاضطهاد وتيبقي حفنه منهم يعانون الارق والخوف
سلم صقر اقتراحه الي السيد زاهر رئيسه المباشر عالما انه لن يعلم ماسوف يتم بشأنه الا انه كان
واثقا من انه سيتم دراسه اقتراحه بالتفصيل ووضع الحل له
بمجرد مغادرته لمكتب السيد زاهر نفض عن رأسه تماما كل شيء عن التقرير وانصرف الي قسم
الاستماع منتظرا موعد الرسالة الجديده من عميله العتيد في تل ابيب 313
ومنذ ميلاد الاقتراح حتي انتهت العمليه لم يعلم السيد صقر ابدا مالذي حدث بخصوصه
لكن السيد فؤاد احد قادة الجهاز ادخل تعديلا بسيطا الا وهو ان من المستحيل ان تجد يهوديا واحدا
ولائه لمصر مهما كان لان الطبع هو الغدر
ولذلك فالحل هو عميل مصري يتم منحه اسما وهويه يهودية بالكامل وتخليق تاريخ عائلي له في
الاحوال الطبيعية ان تصنع شخصية مثل هذه امر علي قدر من الصعوبه لكن ليس مستحيلا اما ان
تكون هذه الشخصية بعمر بين 17 الي 19 عاما فقط فهو الجنون بعينه لان التدريبات وحدها تستغرق 3
سنوات علي الاقل قبل الوصول الي المرحلة المرضية التي يمكن ان يخترق بها العميل الوسط
المعادي مع خبرة كافية حتي لايتم اكتشافه رغم ذلك عكف قسم متابعة الجالية اليهودية علي فرز
ملفات افراد هذه الجالية حتي وقعت مفاجئة مذهلة
صورة صغيرة لشاب يهودي من اصل مغربي والصورة له في سن ال16 عام
نظر لها السيد فؤاد بدهشة شديده قبل ان يطلب من زميليه انهاء البحث والتركيز علي هذا الشاب
بالذات
فهو شخصيا يعرف مواطنا مصريا حتي النخاع ويكاد ان يكون الاخ التؤأم لهذا اليهودي من ناحية الشكل
ونشطت التحريات عن تاريخ هذا الشاب لمدة اسبوع كامل ليل نهار
صموئيل بن نون
الابن الاكبر لتاجر ملابس متجول يهودي يسكن حارة اليهود بالسكاكيني
عائة يهودية من اصل مغربي يعود الي الجد استقرت في القاهرة في اوائل القرن وهي عائلة شبه
معدمة
هو الابن الاكبر وله اخت واحده صغيرة
كان يتنقل مع والده بين قري ونجوع لبيع تجارتهم البخسة من الاقمشة الرديئة ومالي ذلك بالاجل
اختفي ذات يوم قبل عامين وقيل هربا من ظروف النشأة القاسية او تمردا علي نظرة الاحتقار في
عيون الناس له كيهودي
وقضي والده بعده باقل من شهر
ولم يمضي شهور حتي احترقت الام الكفيفة وابنتها في دارهم نتيجه لمبة جاز صغيرة احرقتهما
ظروف مثالية لتخليق شهادة نسب لعميل
بقي الاهم
اين صموئيل بن نون؟
عثرت عليه فرق البحث يحتضر في مستشفي الصدر بالعباسية واخبرهم الطبيب المعالج انه لن
يتبقي له اكثر من يومين فقط
كان هذين اليومين كافيين تماما لمعرفة اين اختفي طوال عامين وكيف هرب للاسكندرية ليعمل علي
فلوكة صغيرة صيادا ومعاونا مع الريس عبد الله طامعا ان يتمكن يوما في الفرار الي اليونان
ثم مرض بالصدر وبدا ينزف دما ولم يعد من الممكن الاستمرار في توظيفه فمنحه اريس عبد الله مبلغا
صغير من المال جعله يقرر العوده للموت وسط اهله
لكنه لم يعلم ابدا مااصابهم فقط اغشي عليه في القطار ونقل الي المستشفي ومنها الي
مستشفي الصدر حيث مات
وتم دفنه بسرعه وعلي عجل بمعرفة المخابرات المصريه باسم وهوية مختلفين ولم يعلم بوفاته
سوي افراد مكتب متابعه الجالية اليهودية
وانتهى الجزء الاول
انتظروا الجزء الثانى